هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عيد مسلم




عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 14/08/2010

الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد" Empty
مُساهمةموضوع: الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد"   الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد" Icon_minitime1الأربعاء أكتوبر 13, 2010 4:25 pm

الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد"





يوافق هذا الشهر )مارس 2010( مرور 31 عاما على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 وهي نتاج اتفاقيتي كامب ديفيد عام 1978.


ورغم كل هذه السنين من السلام المنفرد، لم تتوقف الحرب الإسرائيلية ضد مصر بل اتخذت أشكالا مختلفة عن طريق الجواسيس والعمليات القذرة. صحيح إنها ليست حربا عسكرية ولكنها في مضمونها وخباياها أكثر تدميرا بما تعنيه من تخريب ثقافي واقتصادي وديني واجتماعي وعلمي لمصر والمصريين والعرب أجمعين.

وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على هذا الصلح المنفرد، لم تساعد الاتفاقيات في عودة الأرض الفلسطينية، ولم يحل الرخاء على مصر كما كان يتوقع صاحب كامب ديفيد! هل جنى المصريون ثمرات هذا السلام؟ وهل كفت إسرائيل عن إهانة الفلسطينيين وتعذيبهم والاستيلاء على أرضهم وتدمير بيوتهم وتهجيرهم؟ هل توقفت عن بناء المستوطنات اليهودية لخلق واقع جديد على الأرض المحتلة؟
كتاب جديد صدر في فبراير الماضي يؤكد أن اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجين برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في البيت الأبيض عام 1978 ستظل مثارا للجدل في تاريخ السياسة المصرية والصراع العربي الإسرائيلي.

الكتاب بعنوان "الوجه الأخر لاتفاق كامب ديفيد" للدكتور شامل أباظة ويستحق قراءة متأنية لما فيه من وجهة نظر مهمة وما يحويه من ملخص لما أفشاه ساسة مصريون مرموقون عاصروا تلك الاتفاقات وكانوا جزءا من التفاوض عليها - منهم من أيدها )ولو على مضض كما اتضح لاحقا( ومنهم من تبرأ منها لأنها تعزل مصر عن عالمها العربي والإسلامي وباعتبارها خطرا على الأمن القومي المصري يقيد تحركات جيش مصر في سيناء )ونحن نرى ما يحدث عند معبر رفح حاليا(.

يقول الدكتور شامل أباظة وهو شاهد على ما جرى داخل جلسات مجلس الشعب أثناء التفاوض على تلك الاتفاقات، "إن اتفاقيتي كامب ديفيد لا تعني قبول السادات بصلح منفرد بين مصر إسرائيل وحسب، بل إنه في الاتفاقية الخاصة بالحكم الذاتي الفلسطيني فإنه فرض على الفلسطينيين قيودا ثقيلة وكأنها الأغلال التي تعيق تحركاتهم طوال الفترة ما بعد كامب ديفيد حتى الأن وما كان معروضا لصالحهم في ظل قرار الأمم المتحدة 242 قد انماع في طلاسم الاتفاقية - وأضحى من المواضيع المطروحة للحوار – بعد أن كان حقا ثابتا لهم في ظل الإجماع الدولي سواء في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة.
الدكتور شامل أباظة أبدى معارضته لاتفاقيات كامب ديفيد وامتنع عن التصويت على معاهدة السلام ليكون له الحق في إبداء رأيه أمام أعضاء مجلس الشعب، ولكنه لم يستطع إبداء هذا الرأى بالصورة الكافية نظرا "لما كان يدور في المجلس من مقاطعات بل وأناشيد وطنية لإسكات صوت المعارضين."

والدكتور شامل أباظة هو نجل السياسي المخضرم ورجل القانون وكيل مجلس الأمة الراحل إبراهيم دسوقي باشا أباظة الذي كان وزيرا للخارجية في مصر الملكية بعد حرب فلسطين وكان قد اختير في يناير عام 1945 ضمن الوفد العربي الذي وضع صياغة ميثاق جامعة الدولي العربية في القاهرة.

يوضح الدكتور شامل أباظة في كتابه أن اتفاقيات كامب ديفيد صيغت في صورة خطوات تمهيدية في سبيلها إلى الحل النهائي الذي مازال في عالم الغيب، فهي بداية ليس لها نهاية، وقد صيغت بعبارات تحتمل الكثير من الأوجه، كما أنها عجزت عن مواجهة الواقع والاتفاق الصريح فالتمست الغموض والتسويف، وإحالة ما يستعصي من الأمور التي تستلزم الحسم إلى مستقبل مجهول هربا من الفشل والتماسا للتعمية.

ويشير الدكتور شامل إلى أن هذه الحقائق لم تكن خافية على الوفد المصري المصاحب للسادات، وأن ثلاثة وزارء خارجية متعاقبين )اسماعيل فهمي ومحمد رياض ومحمد إبراهيم كامل( استقالوا احتجاجا على تلك النصوص المليئة بالثغرات والعيوب النصية التي تحتمل تفسيرين أو أكثر. وكان الراحل محمد إبراهيم كامل أعز أصدقاء السادات )رفيق البرش إبان محاكمات اغتيال الوزير أمين عثمان( قد استقال أثناء التوقيع على الاتفاقية في 17 سبتمبر عام 1978 في البيت الأبيض وأخذ يتمشى بعيدا عن مراسم احتفال التوقيع. "وكان الوفد المصري وحده متجهما لأنه كان يدرك طبائع الاتفاق وأن الرئيس الأمريكي )جيمي كارتر( قد أضطر السادات إلى حلقات من التنازلات التي تهدد زعامة مصر للدول العربية والاسلامية وتبعدها كل البعد عن شركاء القضية."

استقالة الوزراء الثلاثة تضحية كبيرة تستحق التقدير والاحترام خاصة – كما ورد في الكتاب - "إن الاستقالة في النظم الديكتاتورية تعني الانسحاب من الحياة المدنية" والسياسية. ولطالما كنت أود أن أعرف بعض الخبايا عن كامب ديفيد كلما التقيت سفير مصر الأسبق في واشنطن ووزير الخارجية السابق أحمد ماهر السيد في منزله بضاحية ماساتشوستش أفينيو بواشنطن، لكنه كان يتهرب دائما – وكنت أقول له ضاحكا "أكيد ستصبح وزير خارجية." كذلك كان الحال مع السفير السابق نبيل فهمي الذي استقال والده وزير الخارجية اسماعيل فهمي بمجرد أن قال له السادات أثناء وجودهما في رومانيا أنه سيسافر القدس وعليه أن يذهب معه. وكان نبيل فهمي )كوالده( جديرا بمنصب وزير الخارجية بعد عودته من واشنطن، ولكنه ترك الخارجية فجأة وربما تظهر خبايا ما حدث يوما ما. فلم يكن من السهل عليه أن يترك الخارجية ليعمل بالجامعة الأمريكية في القاهرة! وربما يكمن السبب في مذكرات والده عن كامب ديفيد التي كانت في سبيلها لإعادة الطبع قبل ثلاث سنوات بمقدمتين جديتين أحدهما للأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى والثانية للدكتور محمد البرادعي، وهي المذكرات التي يقول فيها اسماعيل فهمي إن السادات "زار القدس ليكون بطلا عالميا فقط، ... وإنه حقق لإسرائيل الحلم الصهيوني." وجاء فيها أيضا أن أسامة الباز مدير مكتبه في حضور محمد البرادعي المستشار القانوني بوزارة الخارجية أنذاك "انفجر قائلا.. هذا جنون. لا شك أن الرجل غير متزن. لابد من منع ذهابه الى القدس حتى لو استعملنا القوة."

يحكي الكتاب عن خبايا المفاوضات ويتضمن نقدا شديدا للرئيس السادات الذي بدا ديكتاتوريا في اتخاذ قرارات منفردة - رغم أن الوفد المصري وخاصة المستشار أسامة الباز لم يتوان في تحذير السادات بصيغة مهذبة من كمية التنازلات التي قدمها لإنجاح اتفاقيات كامب ديفيد. كما لم يأبه السادات لتحذيرات الخبير القانوني الدكتور نبيل العربي مستشار الوفد من مخاطر الصياغة المبهمة في الاتفاقات - بل كان يرد عليهم بأن ما يقدمة من تنازالات إنما هي "من أجل خاطر كارتر" حتى أصبح الوفد كله يتندر على هذه العبارة، كما جاء في الكتاب الذي يكشف أن السادات كان كتوما مع مستشاريه لدرجة أن الوفد المصري المرافق له كان يلجأ أحيانا إلى أعضاء الوفد الأمريكي لمعرفة تفاصيل المفاوضات التي كانت تجري خلف أبواب مغلقة.

كتاب الدكتور شامل أباظة، وهو زوج كريمة محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر إبان حرب فلسطين، يعتبر مرجعا مهما لما به من لمحة سريعة مختصرة في 159 صفحة تلخص لشباب هذه الأيام تلك الفترة البالغة الأهمية التي لم يعاصروها من تاريخ مصر الحديث.

وأخيرا، أود أن أجيب عن تساؤل للدكتور شامل أباظة في مقدمة الكتاب عما إذا كانت إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما ستستطيع "أن تخترق سلة التعهدات والاتفاقات الأمريكية التي لا نعرف عنها إلا القليل تجاه حليفتها إسرائيل؟"

في اعتقادي أن هذا مستحيل طالما أن العرب لا يتحدون وطالما أن كل زعيم عربي يأتي إلى واشنطن يظهر نفسه بأنه المدافع عن المصالح الأمريكية وأن الزعماء العرب الأخرين أي كلام في كلام. هذا ما يفعله الزعماء العرب في زياراتهم لأمريكا: الذم في بعضهم البعض!

للأسف أوباما يسعى حاليا إلى اعتراف جميع الدول الإسلامية الــ 57 جملة واحدة بإسرائيل بدون مقابل وقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل إبان حملته الانتخابية. ثم إن أسف كارتر واعترافاته التيتحدث عنها الدكتور شامل نقلا عن كتاب كارتر الأخير "سلام لا أبارتايد" إنما هي متأخرة كالعادة هنا في أمريكا. وأريد أن يعلم الساسة العرب أن أي مسؤول أمريكي لا يجرؤ على انتقاد إسرائيل وهو في المنصب. الانتقادات تأتي فقط بعد التقاعد من المنصب بلا عودة محتملة


الكاتب : ضياء بخيت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوجه الأخر لـ" كامب ديفيد"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •.♥.•°¨'*·~-.¸¸,.-~ ملتقى القنطرة العام ~-.¸¸,.-~*'°•.♥.•° :: !{ القسم العام .. وإبداع الأقلام ..-
انتقل الى: