هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رايت الموت --- دكتور توكل مسعود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو اسلام

ابو اسلام


العقرب الخنزير
عدد المساهمات : 270
تاريخ الميلاد : 27/10/1983
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 40

رايت الموت  --- دكتور  توكل مسعود Empty
مُساهمةموضوع: رايت الموت --- دكتور توكل مسعود   رايت الموت  --- دكتور  توكل مسعود Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 31, 2010 1:44 am

رأيت الموت .. 2010-08-30
رايت الموت  --- دكتور  توكل مسعود 1283171747


بقلم الدكتور توكل مسعود .

دُعيت لإجراء عملية ختان لابن واحد من الكبار، شقيقه عضو في مجلس الشعب، ومقرب جداً من الرئاسة، وكانوا يسمونه: (والي الإسكندرية)، وقد بسط نفوذه على ميناء الإسكندرية من شرقها إلى غربها.

حاولتُ إقناع والد الطفل بإجراء الختان في العيادة ولكنه أصرَّ على أن يكون بالبيت مهما كانت الأتعاب؛ فحملت حقيبتي وتوجهت إلى بيت "الموعود"، وفي الطريق مررتُ بزينات وأنوار- أصوات الأعيرة النارية تكاد تصمّ الآذان.

أُدخلت غرفة فارهة مكيفة، وبعد قليل جاء الرجل ومعه ولده – صبي في العاشرة تقريباً من عمره – وحيد والديه، ومدلل إلى أبعد الحدود، حاول ما يقرب من أربعة رجال أن يمسكوه، ولكن الولد قاومهم بعنف وسبَّ الجميع بأقذع الألفاظ، وكلهم يضحكون وتبدو السعادة على وجوههم.

قلتُ: مستحيل يا جماعة ... لابد من إجراء العملية بالعيادة بعد إعطاء الولد حقنة مخدرة لأنه كبير السن، ويخشى حدوث مضاعفات.

عدت إلى عيادتي، وعادوا بعدي بحوالي عشر دقائق ....ومعهم "الموعود".

قمت بحقنه بحقنة مخدرة وأتممت العملية وحمدتُ الله، وبعد أن اطمأننت على مقاييس الصحة والعافية من الضغط والنبض وضربات القلب وسلامة الجرح قلت: ألف مبروك يا جماعة، عقبال الزفاف.

حملوه إلى بيته وبقيت في عيادتي أستقبل مرضاي..... وأستغفر مولاي.

بعد ساعتين...... وحوالي العاشرة مساءً اندفع باب غرفتي بشدة وسمعت صوت جلبة وضوضاء، نظرت أمامي فإذا بوالد "الموعود" وخلفه جمهرة من الرجال.

اندفع الرجل إلى غرفتي ووقف أمام مكتبي وقال مزمجرا ً في غير تحية ولا سلام:

" الولد ما قامش"

وتبعه ثان: "ولا بيتحرك

وتبعه ثالث: "ولا بيتنفس"

أُسقط في يدي، ولكني أظهرت تماسكي وثقتي بنفسي.... قلت: روحوا هاتوه، فاستدار الرجل إلى مَن معه وقال لهم: "خليكوا قاعدين، ما حدش يمشي"، ثم أشار إلى اثنين منهم فصحبوه، وجلس الباقون محتلين جميع مقاعد الانتظار بالصالة، وبقي بعضهم واقفا ً.

أدركت أنني مُحَاصر. .....عدت إلى مقعدي، ومكتبي بين يدي...... رفعت عيناي أنظر نحوهم فإذا كل العيون مصوبة نحوي .......... أنا أعلم مَن هؤلاء......؟!..... وأعلم سطوتهم ....وبطشهم..... وأن في جيب كل واحد منهم "مسدساً" جاهز للضرب ......وأنه إذا أُمر بإطلاق النار أطلقها.......... لا يعرف القاتل فيم قََتََل .....ولا يعرف المقتول فيم قُتل.

اتجهت بقلبي إلى ربي..... وظللت أستغفر الله في سري وأدعوه أن يكشف الغمة....... وإن كانت الأخرى فلتكن شهادة.

استرجعت ذنوبي وأخطائي.... وتصورت الموت.... والقبر.... والبعث.... والجنة... والنار..... ورأيت في سبع دقائق ما لو كُتب لملأ سبع مجلدات.

دخل الثلاثة بعدها يحملون الجثة حتى ألقوها أمامي على منضدة الكشف..... وقام الجميع واقفين:

إكبارا لوالد "الموعود"...............!

أو إجلالا لتلك النفس المحمولة......!

أو استعدادا للانقضاض علي.......!

كل ذلك ممكن ......استعنت بالله، وقمت لأفحص تلك الجثة وبي من الهمِّ مالا يعلمه إلا الله، ولكنني كنت قد أسلمت نفسي وفوضت أمري إلى الله .....وصرت جاهزاً لأن أُدفن قبل الغلام .!

ضربات القلب........مسموعة ومنتظمة

النبض.........محسوس ومنتظم

التنفس.........طبيعي ومنتظم

أمسكت بشحمة أذنه اليسرى.... وفركتها بين سبابة وإبهام يمناي.... فصرخ الغلام صرخة مكتومة وتلوَّى بجسده .........تنفست الصعداء...... وهمهم الناس جميعاً....

حبست دموعي وعدت إلى مقعدي في ثقة ظاهرة وقلت:

" الولد كويس . بس هو كان متعب ومرهق وانتقل من الإفاقة بعد زوال أثر المخدر إلى النوم العميق مباشرة ..."

شكرني الناس، واعتذر والد الغلام .....وغض طرفه حياءً مني.

حملوا غلامهم وانصرفوا، وجلست إلى مكتبي أرقب تتابع الأحذية والنعال وهي تغادر باب عيادتي حتى إذا اختفى آخر حذاء..... انفلت دمعي وخررت على الأرض ساجداً، وبكيتُ بحرارة... وبمرارة.

الحمد لله - فرصة جديدة ..وعمر جديد... وصفحة جديدة..." اللي فات مات "– سأبدأ من جديد – لعلي أعمل صالحاً ...ولكن هيهات هيهات ... أين أذهب من نفسي وهواي ... مَن يجيرني من شيطاني ودنياي.

سامحني يارب.........إنما أنا إنسان......... وفى طبعي كثير من النسيان.

والله من وراء القصدShare |

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رايت الموت --- دكتور توكل مسعود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احبوا الموت 000 دكتور توكل مسعود ( 2 )
» احبوا الموت (3 ) توكل مسعود
» احبوا الموت (4 ) د. توكل مسعود
» الى شباب الامةالذين لايجدون فرص عمل ( دكتور زبال ) القمامة كنز يبحث عن مكتشفين
» منحنى الموت بابو خليفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •.♥.•°¨'*·~-.¸¸,.-~ طريقك الى الجنة ~-.¸¸,.-~*'°•.♥.•° :: !{ القسم الإسلامى العام ..-
انتقل الى: