هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تلك العلاقة الرقيقة ياسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو اسلام

ابو اسلام


العقرب الخنزير
عدد المساهمات : 270
تاريخ الميلاد : 27/10/1983
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 40

تلك العلاقة الرقيقة ياسلام Empty
مُساهمةموضوع: تلك العلاقة الرقيقة ياسلام   تلك العلاقة الرقيقة ياسلام Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 13, 2010 5:12 am

تلك العلاقة الرقيقة 2010-09-11
تلك العلاقة الرقيقة ياسلام 1284225764

بقلم :- أبو معاذ

قد يتساءلُ الناسُ – إن سألوا – عن تلك العلاقة التي إن جمعت بين روحين، لم تزل تُشعرهما بوحدتهما السرمدية إلى أن يصبحا كالروح الواحدة تتكامل في سيمفونية رائعة معربةً عن أسمى الأحاسيس وأنقاها على الإطلاق.

وقد يتجادل الناسُ في ماهية تلك العلاقة وكيف يضعوا لها إطاراً وكأنها تقبلُ الإسقاط على نموذج معين والمضي قدماً في وضع تعريفٍ لها يعرِّفها كليةً.

ولكن هيهات هيهات إن استطاعوا لأنها متباينة التعريف متبعة الأصل في هذا الكون ألا وهو التغير النسبي وليس الثبات المطلق للحقائق وحتى الأحداث.

تلك العلاقة قد يستحيلُ شرحها، فهي من الفطرة التي جُبل عليها الإنسان فعلِمها مَن علِمها وجهِلها مَن جهلها، وأقصد بمن علمها هو ذلك الإنسان الذي يشعر بأهميتها وتأثيرها الإيجابي عليه أما مَن جهلها فهو مَن لم يلتفت إليها ولم يعط لها حقها. هذه العلاقة الرقيقة التي تحنو على صاحبيها وتحتضنهما في مودة ورحمة.

نعم، أتحدث عن تلك العلاقة المظلومة الباكية المهدور دمها التي ذَبُلت تحت وطأة ضغوط الحياة وانشغال الناس في دوامتها ظانين أنهم على حق مبين في هجرها وترك دموعها تنهمر في أروقة الدنيا.

فلا يملك الكثير من الناس شيئاً في مواجهة مشاكل الزواج من خرس زوجي وأزواج وزوجات يكادوا يعيشون أغراباً تحت سقف واحد وأطفال غير قادرين على النمو في بيئة سوية ومُناخ قويم يحترم ويوقر تلك العلاقة الناعمة الحانية ويعظم لها قدراً.

قد تتساءل أيها القارئ العزيز: ماذا تريد أن تقول بين السطور ؟

أخبرك أنني أنادي بعودة الحياة الدافئة بين الرجل وزوجته وبين الوالدين وبين الأبناء. نحن نفتقد المودة والرحمة بين أوصال الأسرة الواحدة فما بال أمة بأسرها تنزف وتبكي من تقطّع أوصالها بين فكي بعضها البعض.

أين الرقة والعزوبة بين الزوجين؟ أين نجد الزوجة التقية النقية تتقربُ لزوجها وتحنو عليه وترغبُ بكل ما تملك في سبيل إدخال السرور على قلب زوجها ورسم ابتسامة الرضا على وجهه وتبذل كل ما أُوتيت من قوة في إسعاد زوجها والسهر على راحته وأن تنأى بنفسها عن كل ما يثيره ويحنقه ويجرح كرامته الأبية.

وأين نجد ذلك الرجل الصالح الذي يعي تمام الوعي معنى الرجولة قولاً وفعلاً. فنجده يعلم كيف يحافظ على زوجته ويحميها ويحترم عقلها وشخصها ويدافع عنها ويُشعرها بتمام الأمن وكمال الأمان فلا يهنها قط ولا يجعلها تشعر لحظة أنها ليست بالغالية عليه والعزيزة في عينيه.

ذلك الرجل الذي يعلم كم تحتاج المرأة أن تشعر بالأمان والحماية وأن تحس باحتوائها داخل زوجها الذي يصونها من كل شر. أيضاً يؤكد لها برقة كم هي جميلة في عينيه دوماً وأنها تملك عليه زمام عقله و لجام كيانه كله.

ولا أنسى أبداً أن أذكر أن ذلك الرجل الذي يتفنن في نقش السعادة على كل مظاهر الحياة حول زوجته الحبيبة فيحبها ويشاركها في كل ما تقوم به في مملكتها الصغيرة ويحنو عليها ولا يغلظ لها قولاً ولا يضربها ولا يقسو عليها قط لأنها منه وهو منها فهي الإنسان الرقيق الضعيف الذي يحتاج أن يشعر بأن هناك مَن يأخذ بيده ويجبر كسره إن انكسر. هو الرجل الذي لا يترك دمعة واحدة أن تسقط من عينها إلا وكانت أنامله تسارع بمسحها واحتضان زوجته والحنو عليها لكي لا تحزن فإلى جانبها رجلها الذي يحبها ولا يرى في الدنيا إلا أن يتقي الله ويعبده بالقول والعمل ثم إكرام أهله والناس أجمعين.

فلنا الأسوة الحسنة في شخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقول ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)) فكان يصل برقة وعذوبة المصطفى أن يشرب من إناء السيدة عائشة – رضي الله عنها – من مكان فمها وهي مريضة كي لا يشعرها بأنها بعيدة عنه. فكم كان المصطفى – صلوات ربي وسلامه عليه – رقيق القلب مرهف الإحساس يرى الدنيا بمنظار حيي ومستنير وعذب.

أعود فأقول نحن في حاجة ملحة لأزواج وزوجات على قدر من الفهم لماهية تلك العلاقة وكيف لهم أن يحاولوا بكل جهد أن يتكاتفوا في جعل بيوتهم تعم بالرومانسية الرقيقة التي تدخل حالة من السعادة من نوع خاص على القلوب وشعور مركب رائع بالطمأنينة والدفء والألفة والرغبة في التغير لزيادة تلك الحالة فنجدها منظومة ديناميكية تحسِّن من نفسها من تلقاء نفسها.

فنجد الزوج والزوجة مجتمعين في عبادة الله سوياً متعاونين على البر والتقوى فيما بينهما، فنجد جواً آخر ومُناخ مغاير للإنتاج ينعكس على أداء كل فرد في كل وقت وفي كل مكان، فيبعث في النفوس الرغبة الصادقة الملحة على التغير للأفضل والعمل الدءوب من أجل إضفاء المزيد من هذه الحالة السعيدة التي تملأ على الناس جميعاً نفوسهم وتأخذ بيد الأمة قاطبة نحو مستقبل مشرق وفجر جديد ترفرف عليه مُثل وقيم افتقدتها أمتنا المجيدة منذ أمد بعيد.

تلك أمتنا الشامخة التي لا تلبث أن تتعثر فتأتي سواعد رجالها فتسندها فتنهض نهوضاً مهيباً يليق بأمة كسرت حاجز الألف وأربعمائة سنة ما انفكت أن تعطي وتدافع عن القرآن واللغة العربية أمام كل معتدٍ يجد حتى صخر جبالها يحاربه.

عزيزي القارئ المساءلة ليست بالصعبة لكي تبدأ بالعمل في التفكير والتطبيق الفعلي وصدقني ستشعر بلذة رائعة كلما استطعت مغالبة أي عائق أمام تحقيق ما تريده من جعل علاقتك بزوجتك في أبهى صورها وأيضاً علاقتك بكل الناس بالطبع.

كلمة أخيرة عن فلسفة ديننا ، فالإسلام – كما نعلم – هو دين واجبات وليس حقوق أي أنه من الواجب على كل فرد في هذه الأمة أن يجتهد في معرفة وإدراك كل واجباته تجاه كل مَن حوله والعمل من أجل تفعيل هذه الواجبات على أكمل وجه. وإذا تمَّ ذلك فعلاً لحصل كل فردٍ على حقوقه كاملة بغير حتى أن يسأل عنها وذلك فقط إذا قام بما عليه.

علينا أن نجتهد في جعل علاقتنا بزوجاتنا على الوجه الذي يرضي الله تعالى.

أفلم يأنِ لنا أن نراجع أنفسنا ونعيد التفكير في علاقتنا عامة ونعيد الصفاء والبهاء لتلك العلاقة الجميلة ونرويها بعاطفتنا كي تنمو وتزدهر؟

فليت شعري هلا أسدينا لها حقها بالله عليكم ؟؟Share |

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تلك العلاقة الرقيقة ياسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: '*·~-.¸¸,.-~ ركن الأسرة ~-.¸¸,.-~* :: البيت السعيد-
انتقل الى: